للدعم على Patreon :
/ poetrys
محمود درويش 13 مارس 1941 - 9 أغسطس 2008، أحد أهم الشعراء الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن. يعتبر درويش أحد أبرز من ساهم بتطوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمزية فيه. في شعر درويش يمتزج الحب بالوطن بالحبيبة الأنثى.
والآن والأشياءُ سَيِّدَةٌ، وهذا الصمتُ عالٍ كالذبابهْ "هل ندركُ المجهول فينا؟ .. هل نُغَنِّي مثلما كنا نُغَنِّي؟" سقطتْ قلاعٌ قبلَ هذا اليومِ، لكن الهواء الآن حامضْ."وحدي أدافع عن جدارٍ ليس لي وحدي أدافع عن هواءً ليس لي." "وحدي على سطح المدينة واقفٌ." .. أَيُّوبُ ماتَ، وماتتِ العنقاءُ، وانصرفَ الصَّحابَهْ :"وحدي أراود نفسيَ الثكلى فتأبي أن تساعدني." على نفسي ووحدي كنتُ وحدي عندما قاومت وحدي وحدةَ الروحِ الأخيرهْ لا تَذْكُرِ الموتى، فقد ماتوا فُرادى أَو عواصمْ سأراك في قلبي غدًا سأراك في قلبي وأجهشُ يا ابن أُمِّي باللُغَهْ لغةٍ تُفَتِّشُ عن بيتها، عن أراضيها وراويها تموتُ ككُل مَنْ فيها وتُرمى في المعاجمْ هي آخرُ النَّخل الهزيلِ وساعةُ الصحراءِ آخرُ ما يَدُلُّ على البقايا كانوا، ولكنْ كُنْتَ وحدك كم كنتَ وحدكَ تنتمي لقصيدتي، وتمدُّ زندكْ، كي تُحوِّلها سَلالِمَ، أو بلادًا، أو خواتمْ كَم كنتَ وحدكَ يا ابن أُمي يا ابن أَكثرَ من أَبٍ كَمْ كنتَ وحدكْ! "والآن والأشياءُ سَيِّدَةٌ وهذا الصمت يأتينا سهامًا هل ندركُ المجهولَ فينا." هل نغني مثلما كنا نغنيِّ؟ آه يا دمنا الفضيحة هل ستأتيهم غمامًا هذه أُمم تَمرُّ وتطبخ الأزهار في دمنا وتزدادُ انقساماً هذه أُممٌ تفتِّش عن إجازتها مِنَ الجَمَل الزخرفِ .. "هذه الصحراءُ تكبر حولنا صحراءُ من كل الجهاتْ صحراءُ." تأتينا لتلتهم القصيدةَ والحساما
"هل نختفي فيما يفسِّرنا ويشبهُنا؟"
وهل نستطيع الموت في ميلادنا الكحلي؟
أم نحتل مئذنةً و نعلن في القبائل أنَّ يثرب أجرت قرآنها ليهود خيبر
الله أَكبرْ
هذه آياتنا، فاقرأُ
ْباسمِ الفدائيِّ الذي خلق من جزمة أُفُقا
باسم الفدائيَّ الذي يَرحَلْ
من وقتِهم .. لندائِهِ الأوِّلْ
الأوَّلِ .. الأوَّلْ
سَنُدمِّرُ الهيكلْ
باسم الفدائيِّ الذي يبدأْ
إقرأْ ..
بيروتُ - صُورتُنا
بيروتُ - سورتُنا
بيروت - لا
ظهري أمام البحرِ أسوارٌ .. ولا
قد أَخسرُ الدنيا .. نَعمْ !
قد أَخسرُ الكلماتِ
لكني أَقول الآن : لا
هي آخر الطلقاتِ – لا.
هي ما تبقَّى من هواء الأرضِ – لا
هي ما تبقَّى من نشيج الروحِ – لا
بيروت – لا
نامي قليلاً يا ابنتي، نامي قليلا
الطائراتُ تعضُّني وتعضُّ ما في القلب من عَسَلٍ
فنامي في طريق النحل .. نامي
قبل أن أصحو قتيلا
الطائراتُ تطير من غُرَفٍ مجاورةٍ الى الحمَّام فاضطجعي
على درجات هذا السُّلّم الحجريِّ، وانتبهي إذا اقتربتْ
شظاياها كثيراً منكِ .. وارتجفي قليلاً
نامي قليلاً
كُنَّا نحبُّك يا ابنتي
كنا نَعُدُّ على أصابع كفِّك اليُسرى مسيرتَنا
ونُنْقِصُها رحيلا
نامي قليلاً ..
الطائراتُ تطيرُ، والأشجارُ تهوي
والمباني تخبز السُكَّانَ فاختبئي بأُغنيتي الأخيرةِ
أو بطلقتيَ الأخيرة يا ابنتي
وتوسّديني كنتُ فحماً أَم نخيلا
نامي قليلا ..
وتَفَقَّدي أزهارَ جسمكِ
هل أُصيبتْ؟
واتركي كفِّي، وكأسَيْ شاينا، ودعي الغَسيلا
نامي قليلا ..
لو أَستطيع أَعدتُ ترتيب الطبيعةِ :
ههنا صفصافةٌ ... وهناك قلبي
ههنا قَمَرُ التردُّد
ههنا عصفورةٌ للانتباهِ
هناكَ نافذةٌ تعلِمكِ الهديلَ
وشارعٌ يرجوكِ أن تَبْقَي قليلا
نامي قليلا ...
كُنَّا نحبكِ، يا ابنتي
والآن، نعبدُ صمتَك العالي
ونرفعهُ كنائس من بَتُوْلا
هل كنتِ غاضبةً علينا ، دون أن ندري .. وندري
آهِ مِنّا ... آهِ ماذا لو خَمَشْنا صُرَّةَ الأُفقِ
قد يَخْمِشُ الغرقى يداً تمتدُّ
كي تحمي من الغَرَقِ
بيروت - لا
ظهري امام البحرِ أسوارٌ و .. لا
"قد أَخسرُ الدنيا .. نَعَمْ !
قد أَخسرُ الكلمات والذكرىِ
لكني أَقول الآن : لا"
هي آخر الطلقاتِ – لا
هي ما تبقَّى من هواء الأرضِ – لا
هي ما تبقَّى من حطام الروحِ – لا
بيروت – لا
أَشلاؤنا أَسماؤنا ... لا .. لا مَفَرُّ
سقط القناعُ عن القناعِ عن القناعِ
سقط القناعُ
"لا إخوةٌ لك يا أَخي، لا أصدقاءٌ .. يا صديقي."
لا قلاعُ
لا الماءُ عندكَ , لا الدواء ولا السماء ولا الدماءُ لا الشراعُ ..
ولا الأمامُ ولا الوراءُ
حاصِرْ حصَارَكَ ... لا مفرُّ
سقطتْ ذراعك فالتقطها
واضرب عَدُوَّك ... لا مفرُّ
وسقطتُ قربك، فالتقطني
واضرب عدوكَ بي .. فأنت الآن حُرُّ
حُرٌّ .. وحُرُّ
"قتلاكَ أو جرحاك فيك ذخيرةٌ."
فاضربْ بها .. إضربْ عدوَّك َ لا مَفَرُّ
أَشلاؤنا أسماؤنا
حاصرْ حصارَك بالجنونِ
وبالجنونْ
ذهبَ الذين تحبُّهم، ذهبوا
فإمَّا أن تكونْ
أَو لا تكونْ
سقط القناعُ عن القناعِ عن القناعِ
سقط القناعُ
ولا أَحدْ
إلاَّك في هذا المدى المفتوح للأعداء والنسيانِ
فاجعل كُلَّ متراسٍ بَلَدْ
لا .. لا أَحَدْ
سقط القناعُ
عَرَبٌ أَطاعوا رُومَهم
عَرَبٌ وبارعوا رُوْحَهُم
عَرَبٌ .. وضاعوا
سَقَطَ القناعُ
و الله غَمَّسَ باسمك البحريِّ أَسبوعَ الولادةِ واستراحَ الى الأَبَدْ
كُنْ أنتَ .. كُنْ حتى يكونْ !
لا ... لا أَحَدْ
يا خالقي في هذه الساعاتِ من عَدَمٍ تَجَلَّ !
لعلَّ لي رباً لأَعْبدَهُ
لَعَلَّ !
علَّمْتَني الأسماءَ
لولا
هذهِ الدولُ اللقيطةُ لم تكنْ بيروتُ ثَكلى
بيروت – كلا
بيروت – صورتُنا
بيروت – سورتُنا
فإمَّا أَن نكونْ
أَو لا تكونْ
"الأدب والشعر الرفيع يعادل أعلى فرص للتعليم، كما يوفّر للفرد التعرّف على العالم خارج إطار ذاته ليتنور فكره ويحظى بفرصة محاكمة الأشياء، من خلال منظوره وفهمه الغني للحياة."